المحامي خالد مفرج الدلماني

في خطوة استبشر بها الكثير من المواطنين الكويتيين، صدر قانون الحد الأدنى للمعاش التقاعدي الذي يضمن للمتقاعدين معاشًا لا يقل عن 1000 دينار كويتي شهريًا، وذلك بموجب القانون رقم 121 لسنة 2023.

لكن المفاجأة التي أثارت الجدل أن هذا القانون لا يشمل المتقاعدين على الباب الخامس، مما أثار تساؤلات قانونية واجتماعية واسعة حول أسباب هذا الاستبعاد، ومشروعيته، وإمكانية الطعن فيه.


ما هو الباب الخامس في التأمينات الاجتماعية؟

الباب الخامس يشمل فئة كبيرة من المواطنين، أبرزهم:

  • أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة
  • أصحاب المهن الحرة (مثل المحامين، المهندسين، الأطباء)
  • الحرفيين والعاملين لحسابهم الخاص

هؤلاء يدفعون اشتراكاتهم بأنفسهم إلى المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ويُعتبرون جزءًا من النظام التأميني وفق قانون التأمينات الاجتماعية رقم 61 لسنة 1976.


هل ينص القانون على استبعاد الباب الخامس؟

في الواقع، القانون لا ينص صراحة على استبعادهم. بل إن جميع المؤمن عليهم، سواء على الباب الثالث أو الخامس، مشمولون في ذات القانون الأساسي.

لكن الاستبعاد جاء في القرارات التنفيذية، وتحديدًا في القرار الوزاري رقم 6 لسنة 2023، الذي حدّد الفئات المستفيدة من الزيادة التقاعدية واستثنى غير العاملين في الجهات الحكومية أو القطاع الأهلي المنظم.


ما هو الأساس القانوني للطعن على هذا الاستبعاد؟

يُمكن للمستبعدين من متقاعدي الباب الخامس الاعتماد على عدة مبادئ قانونية للطعن، منها:

  • مبدأ المساواة أمام القانون (المادة 29 من الدستور الكويتي)
  • عدم مشروعية القرارات التنفيذية التي تُخالف نص وروح القانون التشريعي
  • التمييز غير المبرر بين فئات المؤمن عليهم ضمن نفس النظام التأميني

وبالتالي، يمكن رفع دعوى إدارية أمام المحكمة الكلية للطعن في القرار التنفيذي وطلب مساواة متقاعدي الباب الخامس بمن سواهم من المتقاعدين.


هل هناك فرص لتعديل هذا الوضع؟

نعم، كثير من الجمعيات القانونية والنقابات المهنية تطالب الآن بمساواة المتقاعدين على الباب الخامس ببقية الفئات، وهناك بوادر لمقترحات نيابية لتعديل شامل يُنصف الجميع.

ومع تزايد الضغط المجتمعي والإعلامي، قد يتم إصدار قرار وزاري جديد أو تعديل تشريعي لاحق يُعيد الاعتبار لهذه الفئة المهمة.


رأي قانوني

بصفتي محاميًا مطلعًا على نظام التأمينات، أرى أن استبعاد الباب الخامس من الاستفادة بالحد الأدنى لا يستند إلى مبرر دستوري أو قانوني متين، ويُمكن الدفع بعدم مشروعيته أمام القضاء الإداري.

كما أن التصعيد الإعلامي والنيابي يمثل وسيلة ضغط قانونية مشروعة لتعديل الوضع القائم.


خاتمة

إذا كنت من متقاعدي الباب الخامس وتشعر أنك تضررت من هذا التمييز، لا تتردد في طلب استشارة قانونية حول إمكانية الطعن واسترداد حقك.

فالعدالة لا تُمنح لمن يسكت عنها، بل لمن يطالب بها بالقانون.


مكتب المحامي خالد مفرج الدلماني للمحاماة – للمواعيد والاستشارات القانونية: 66669028 📞